مقالات هامة

فى ذكرى البابا العلمانى

17 يناير 2012

بقلم: مدحت قلادة

بينما صمت الجميع رفع هو صوته، بينما خاف الجميع كان رمزاً للشجاعة والإباء، بينما كذب الجميع كان الوحيد الصادق على الساحة السياسية، بينما همس الجميع كان صاحب الصوت الجهوري، بينما اختبئ الجميع خرج هو في النور... إنه المهندس عدلي أبادير يوسف ذلك الرجل الظاهرة الفريدة المتميز المضحى بماله وصحته ووقته وجهده ليس لأجل أقباط مصر فقط إنما لأجل مصر كلها عاش بطلاً وطنياً ورحل عن عالمنا وهو بطلاً مصرياً. مرت سنتين على رحيل المهندس عدلي أبادير يوسف ذكراه نُقِشت في قلوب كل المحبين له، كل القريبين منه، كل مصري أصيل، فكلمات الأستاذ نبيل شرف الدين عنه البابا العلماني وكلمات الدكتور عصام عبد الله \"طينة أصيلة من تراب مصر\" و كلمات الدكتور شاكر النابلسي (أبانا الذي في زيورخ) وكلمات الدكتور حسن عبد الخالق... كلمات عبر بها الأخوة من كل الجنسيات تدل على محبة واحترام وتقدير لهذه الشخصية القوية الصلبة الحانية على كل من عرفها. المهندس عدلي شخصية وطنية شارك في تأسيس بنك الأسكندرية ساهم في إنشاء جريدة وطني أتذكر في مقال كتبه الأستاذ ماجد عطية عن المهندس الراحل عنا بالجسد الساكن داخلنا بفكره وتعليمه عن وطنية المهندس عدلي حينما أراد الرئيس السادات شراء المياه الثقيلة كان سيكلف مصر ملايين من الدولارات شهرياً ولكنه عرض على الرئيس إرسال الأجهزة القادرة على تصنيع المياه بدون مقابل حباً لمصر وعرفاناً بجميلها ووطنية خالصة منه. المهندس عدلي أبادير يوسف مشعل الثورة ضد الظلم والفساد أول من فضح أساليب حسني مبارك ودولته البوليسية أول من سجل أحاديث أسبوعية تنير للشعب المصري مساوئ مبارك ونظامه أول من وقف بقوة ضد مبارك في مجده ونال من الإذاعة والصحف هجوم عنيف وقامت ضده ثورة مضادة ولكنه وقف شامخاً وكان يقول للرئيس خربت البلد وأهنت المصريين... ومن العجيب أن تلك الأقلام التي هاجمته لتبارك للنظام تسلك هي نفس مسلكه القديم وتهاجم نظام إضمحل وانتهى ولكن المهندس عدلي أبادير فوقف أمام النظام أيام مجده... المهندس عدلي أبادير ليس فقط صاحب الصوت العالي في فضح النظام بل هو إنسان باذل محب لم يستطع المال السيطرة عليه بل أصبح المال خادمه فصرف من حر ماله لإقامة مؤتمرات لرفع صوت المظلومين ليس الأقباط فقط بل احتوى قلبه كل المضطهدين في المنطقة في مؤتمر عالمي للأقليات في المنطقة فضم الشيعة والسنة والقرآنيين والنوبيين والأمازيغ والصابئة والمندائيين و... لرفع صوتهم عالياً. المهندس عدلي الأيقونة المصرية المحبة الذي سلك مسلك سيده في الإهتمام بالفقراء والمعوزين وأصحاب الإحتياجات الخاصة الذي تكلف الصرف على العديد من الأقباط في الخارج ليكملوا رسائلهم العلمية. المهندس عدلي المطبق كلمات الإنجيل (من إهتم بهؤلاء الأصاغر فبي قد قعل) ما زال يعمل للمرضى والمعوزين والفقراء والمحتاجين... المهندس عدلي أبادير يوسف الأيقونة المصرية الوطنية التي حاول النظام تلويثها فذهب النظام ملوث مخزول وبقي المهندس عدلي أيقونة من الحب والعطاء والوطنية... أخيراً رحل عن عالمنا المهندس عدلي قبل شهرين من بلوغ التسعين من عمره وبكل تاكيد لو كان كتب له العمر ليطفي شموع ليلة عيد ميلاده في سن التسعين لرفض ولسان حاله يقول (أرفض إطفاء الشموع في يوم عيد ميلادي لأنني كرست حياتي لإضاءة الشموع وليس العكس) هذه كلمات المناضل العظيم نلسون مانديلا وهذه ربما كلمات المهندس عدلي أبادير يوسف الذي ما زال يشعل الشموع لفقراء مصر للمضطهدين للمعوزين... طوباك يا أبينا الروحي لقد بذلت ذاتك لأجل الآخرين ساهراً نهاراً وليلاً لأجل مصر ولأجل كل مصري محتاج رغم مرضك لتتوالى في السهر يومياً للرابعة والخامسة صباحاً تبحث عن الكل وتصادق الكل وتشجع الكل فمكانك في قلوبنا جميعاً وأنت لم تمت أنت باق في قلوبنا في أفكارنا في قلب كل مصري أصيل.

تعليقات القراء

أضف تعليقك

الاسم:
البريد الألكترونى: (إختيارى)
عنوان التعليق:
نص التعليق: