مقالات هامة

نجاح الثورة شيء.. والانتصار شيء آخر

13 أغسطس 2011

بقلم: مدحت قلادة
مازال قلب شباب مصر ينبض حبًا لوطنه، ليس من خلال كلمات مفرغة بل من خلال أعمال على ارض الواقع فهو لم يكتف بقيادة ثورة التحرير وإزاحته نظام أثم جلس على رئة المحروسة ستة عقود متتالية، مقدمًا مئات من زهرة شبابة قرابين لهدف واحد وحيد هو بناء وطن عادل، وطن يحتضن كل فئات الشعب شعاره العدل والمساواة والكرامة لذا ردد أثناء الثورة شعارات رائعة صادقة هادفة أهمها \" سلمية سلمية مدنية مدنية \" ...

فشباب \"مصر\" الواعي أدرك أن ثورته معرضة للخطف من قبل تيارات مؤدلجة تسعى للسطو على مكتسبات الثورة، فقرروا العزم على مظاهرة يوم 8 يوليو حماية لثورتهم من الاختطاف ولتعديل مسار ثورتهم الرائعة .
\"نجاح الثورة شيء والانتصار شيء آخر\"... كلمة رائعة ذكرها الأستاذ \"هيكل\" لها مدلول تاريخي وواقعي أيضًا، فالثورة البلشفية في \"روسيا\" سُرقت من الشيوعيين وثورة شباب إيران \" مجاهدي خلق \" سرقها الملالى واتت بالخمينى ليحصد ما لم يزرعه !! وكاد يحدث هذا السيناريو بـ\"مصر\" خاصة بعد حضور الشيخ \"القرضاوي\" مفتى الديار القطرية القطري الجنسية المصري الأصل ليحصد التيار الديني ما لم يزرعه.

فمازالت للان ثورة اللوتس البيضاء ثورة شباب مصر كالطفل الرضيع مازالت تحتاج إلى الدسم النقي الخالص القادر على تقوية جهازها المناعي من تيار ديني مؤدلج أو أحزاب كرتونية، تسعى لحصد مقاعد وزارية على حساب دماء شهداء مصر الأبرار أو على حساب أمل كل المصريين في مصر في المستقبل .

فمازال شباب مصر يعمل لـ\"مصر\"، فقراره التظاهر يوم الجمعة القادم فضح التيارات الأخرى التي تغازل المجلس الأعلى للقوات المسلحة على حساب مستقبل مصر، إن يوم الجمعة القادم هو يوم حاسم لحماية الثورة حتى يستجيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لرغبة معظم المصريين وإكرامًا لدماء شهدائها الشباب ليتم وضع الدستور أولاً، وليتم بناء مصر سياسيًا بوضع دستور شامل جديد يلتف حوله كل القوى الوطنية دستور \"عقد اجتماعي \" يقر به كل فئات المجتمع دستور قادر على وضع مصر في الطريق نحو الديمقراطية والمدنية والعدالة، دستور الكاسب الأوحد مصر ليس فئة أو جماعة أو تيار إنما مصر .

أخيرًا إن انتصار شباب مصر يوم الجمعة القادم سيكون بمثابة انتصار لمصر حتى تتحقق آمال المصريين في النهوض ببلدهم، لتصبح واحة للأمن والأمان والرقى ولتتحطم شوكة الانتهازيين الساعيين للتأخر والتخلف بكلمات مستهلكة، لدغدغة مشاعر البسطاء من الناس فانضمام كل المصريين الشرفاء لهذا اليوم بمثابة عربون حب وانتماء للوطن .

\" قد يجد الجبان 36 حلا لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو... الفرار\"

تعليقات القراء

أضف تعليقك

الاسم:
البريد الألكترونى: (إختيارى)
عنوان التعليق:
نص التعليق: