مقالات
الدولة ÙÙŠ شرقنا التعيس
19 فبراير 2017

تعلمنا منذ نعومة أظاÙرنا أن الدولة هي مجموعة من الأÙراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغراÙÙŠ Ù…Øدد ويخضعون لنظام سياسي معين متÙÙ‚ عليه Ùيما بينهم، وتشر٠الدولة على أنشطة سياسية، اقتصادية، واجتماعية تهد٠إلى تقدمها وازدهارها وتØسين مستوى Øياة الأÙراد Ùيها.
بالطبع تختل٠الأنظمة السياسية ÙÙŠ الشكل والمضمون (مَلَكْي، جمهوري، كونÙدرالي).. ولكن يظل Ù…Ùهوم الدولة والوطن كما سبق بل تظل مسؤولية الدولة هي إقامة الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهد٠تقدمها وازدهارها وتØسين مستوى الأÙراد Ùيها "المواطنين" مهما اختلÙت انتماءاتهم، والمعيار الوØيد لانتماء المواطن للدولة والاستÙادة من الرقي والازدهار هو معيار الجنسية Ùقط.
وأما ÙÙŠ شرقنا التعيس تختل٠مسؤولية الدولة والأنظمة الØاكمة تجاه مواطنيها Ùالدولة ليس من مسؤولياتها تØقيق العدالة والتقدم والازدهار Ùقط إنما تتخذ مسؤولية والتزام آخر تجاه رعاياها.
Øماية الدين.. Ùدستور الدولة به مواد تنÙص على أنها دولة لها دين ÙتØتوي معظم دساتير دول المنطقة على نصوص تØوي ÙÙŠ طياتها أن الدولة تتبع دين معين... وتتØÙز كل أجهزة الدول الشرق أوسطية Ù„Øماية هذا الدين تارة بالمطوعين، وأخرى بأجهزة أمنية وعقابية.. Ùالمسؤولية الأولى للدولة هي Øماية الدين، وليست Øماية المواطنين.. وانطلاقاً من أن الدولة لها دين!! Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø¹ÙŠØ§Ø± الجنسية ليس هو الأهم إنما الدين هو الأهم، ولذلك أصبØت Øياة المواطن ÙÙŠ منطقتنا التعيسة ØªØ³ØªØ¨Ø§Ø Ø¨Ù„ وأيضاً مصدر رزقه، ومسكنه، انطلاقاً من معيار أن الدين هو الذي ÙŠØتل الصدارة ÙÙŠ اهتمامات الدولة وعليه طبقاً للدساتير الشرق أوسطية المواطن المسلم هو الأهم ثم يأتي ذوي الأديان الأخرى بعده ÙÙŠ الترتيب... أض٠إلى ذلك أن هناك قوانين هدÙها الأول التنكيل بمن يخرج عن السرب.
التقدم والازدهار.. انعدمت مسؤولية الدولة ÙÙŠ شرقنا التعيس تجاه رÙاهية Ø£Ùرادها وازدهار البلاد بل أن الواقع يؤكد أن مسؤولية الدولة الأولى هي اقتياد المواطنين "خاصة الغالبية إلى الجنة" Ùاستمدت القوانين من الشريعة رغم تعارض العديد من موادها مع الإعلان العالمي Ù„Øقوق الإنسان ÙأصبØت المرأة نص٠الرجل ÙÙŠ مواد القوانين الخاصة بالميراث والشهادة أمام المØاكم.. ولا تتعجب أن ترى متطوعاً Ù…Ùكَل٠من Ù‚Ùبَلْ الدولة ÙÙŠ تعقب من لم يصلي!! بل وجلد المÙطر!! وليس بعجيب أيضاً أن تسمع Ø£Øاديث مديري أمن دولة ما.. أنه تم القبض على عدداً من المÙطرين ÙÙŠ شهر رمضان، ومن العجيب أنهم ربما يكونون من ديانات أخرى.
الدولة والاضطهاد: ÙÙÙŠ شرقنا التعيس تÙقَنن الدولة الاضطهاد بقوانين لتÙرق بين مواطنيها Ùكل خدمة تقدمها الدولة للمواطن يقابلها مبلغ من المال إلا شهادات واستمارات الأسلمة Ùهي بدون مقابل ويÙعَامل ØاÙظ القرآن معاملة Øامل المؤهل العالي Ùيما تÙعÙÙ‰ المساجد من ضريبة العوائد العقارية كما توÙر الدولة مصادر تمويل للجامعات الدينية رغم أن الآخر Ù…Øروم من الالتØاق بها.
أخيراً: إن Ù…Ùهوم الدولة ÙÙŠ شرقنا التعيس ليس توÙير Ùرص عمل بل بناء مساجد، وليس مسؤلة ÙÙŠ تØسين جودة التعليم بل ÙÙŠ إخراج أجيال عديدة كل عام من خريجي الجماعات الدينية ليساهموا ÙÙŠ تأخر الوطن بالاعتماد على قرون سØيقة لسل٠مضى، ولم ير نور العلم ولا قيمة الإنسان.
الدولة: ÙÙŠ شرقنا التعيس هدÙها الأول والأخير قيادة الشعوب للجنة المزعومة Ùجيشت كل ما لديها من قوانين وأجهزة أمنية ورقابية لهذا الغرض Ùقط.. ومن الغريب أن دول المنطقة ترÙع شعار العدل أساس المÙلك وتجد أن قوانينها وقياداتها لا تعر٠العدل ولكنها وتسمع الكل ÙŠØµÙ‘ÙŽØ±Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¯Ù„ من أسماء الله.
Ùلا هم أقاموا العدل ولا قاموا بمسؤولياتهم تجاه الدولة والمواطنين بل أضاعوا Ù…Ùهوم الدولة..
تعليقات القراء
الاسم: | |
البريد الألكترونى: | (إختيارى) |
عنوان التعليق: | |
نص التعليق: | |
![]() |